منتدى ملتقى سوف
منتدى ملتقى سوف
منتدى ملتقى سوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ملتقى سوف

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، . كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» أصغر كاميرات خفية على شكل قلم وساعة وريموت وميدالية ومنبه 01271453753
التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق Emptyمن طرف بسمة امل الجمعة يناير 03, 2014 10:58 pm

» صور اطفال منوعة
التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق Emptyمن طرف بسمة امل الإثنين ديسمبر 23, 2013 8:17 pm

» القرآن وأهل البيت
التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق Emptyمن طرف بسمة امل الخميس ديسمبر 12, 2013 8:12 pm

» يا أيها الناس حلو علينا الدردشة لكي ندردش كيا أيها الناس من فضلكم
التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق Emptyمن طرف miral الأربعاء نوفمبر 27, 2013 5:44 pm

» دعاء لحفظ القرآن1
التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق Emptyمن طرف miral الأربعاء نوفمبر 27, 2013 5:44 pm

» تومبيلات تتغير جملة المتواجدون الان الى اى جملة اخرى
التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق Emptyمن طرف miral الأربعاء نوفمبر 27, 2013 5:43 pm

» كود خانة المشرفين الاحترافية مع ايقونة شغال 100/100
التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق Emptyمن طرف miral الأربعاء نوفمبر 27, 2013 5:42 pm

» هــــــــــــــلا و غــــــــــــــلا
التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق Emptyمن طرف بسمة امل الثلاثاء نوفمبر 26, 2013 7:51 pm

» دعاء صغير لأمير المؤمنين (ع) عند ختم القرآن1
التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق Emptyمن طرف LaHçeñ CapØral السبت نوفمبر 23, 2013 7:00 pm

» سورة الفاتحة
التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق Emptyمن طرف LaHçeñ CapØral السبت نوفمبر 23, 2013 7:00 pm

اشترك في القائمة البريدية ليصلك جديدنا :

 

 التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كاتم الاحزان
عضو نشيط



عدد المساهمات : 50
تاريخ التسجيل : 29/08/2013

التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق Empty
مُساهمةموضوع: التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق   التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق Emptyالخميس أغسطس 29, 2013 7:40 pm

المعني بالتواصل الثقافي هو تبادل الثقافات، الاتصال ببعضها البعض تحاورا و تعارفاً وتلاقحاً. ويعد التواصل الثقافي بين الشعوب من الظواهر الإيجابية الهامة التي كان لها دور كبير وهام في تطور الفكر الإنساني وتقدّم الحضارة والثقافة العالمية. وهو يمثل التأثر والتأثير بين الحضارات.
وعندما نتحدث عن التواصل الثقافي عبر التاريخ، فإننا لن نجد مثالا أروع من الحضارة الإسلامية في الأندلس. فقد لعبت الأندلس كجسر للتواصل بين الثقافتين العربية و الغربية. وهي تُمثّل التقاء الحضارات بين الشرق والغرب، والتأثّر والتأثير في الحضارات.
وأدّى هذا التواصل الثقافي إلى ولادةِ وتبَلْور الحضارة الأندلسية. كانت طبيعة الحضارة الأندلسية أشبه ببوتقة انصهرت فيها عقليات شتى وثمرات ثقافات متباينة.

عنوان البحث: «التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق»، أردت أن أبين من خلال هذه الدراسة انعكاس هذا التواصل على النضج العلمي واكتمال نمو الشخصية العلمية للأندلس.
ومظاهر التواصل العلمي والثقافي بين الأندلس والمشرق يكون من خلال الرحلات العلمية ولقاء العلماء وتبادل الكتب، فإنّ الرحلات العلمية أهم جسر للتواصل.

تناولت في هذا البحث بداية ارتحال الأندلسيين إلى المشرق، الدوافع وراء بدايات رحلات الأندلسيين إلى المشرق، وأشهر العلماء الأندلسيين الراحلين إلى المشرق. وارتحال المشارقة إلى الأندلس، وأشهر العلماء القادمين إلى الأندلس.

وكيف كان للتواصل العلمي بين المشرق والأندلس أثر كبير في ازدهار الحركة العلمية وتنشيطها، فقد كان أولئك العلماء الراحلين إلى المشرق أو المشارقة الراحلون إلى الأندلس يحملون معهم كثيراً من العلوم والمعارف المختلفة إلى جانب أعداد كبيرة من المصنفات والتآليف في شتى فروع المعرفة، فازداد النشاط العلمي بصورة سريعة ومتنامية. فأثمرت الرحلات العلمية للأندلسيين، وامتلأت الأندلس بآلاف الكتب والمصنفات في مختلف فروع العلم والمعرفة.
وتناولت التميّز والنضج العلمي للأندلس نتيجة لهذا التواصل مع المشرق. وتألّق بعض العلماء الأندلسيين في العلوم، فصنفوا بأنفسهم مصنفات قيّمة ومنها عدد لا بأس به في نقد بعض الإنتاج العلمي للمشارقة، وهي ظاهرة تدل على نمو الشخصية العلمية الأندلسية وتحقيق ذات‍ها. وألقيت الضوء على بعض الكتابات التي ألفت عن فضل علماء الأندلس ونفاسة إنتاجهم العلمي، والتي تعطينا دليلاً حاسماً على نضوج الشخصية العلمية للأندلسيين وتفوقهم.
كما تناولت في هذه الدراسة تجارة الكتب في الأندلس، وهي أحد مظاهر التواصل، وإليها يعود الفضل في اتساع التبادل الفكري بين المشرق والأندلس. وألقيت الضوء على أشهر الكتب المشرقية التي دخلت إلى الأندلس وأشهر الكتب الأندلسية التي دخلت إلى المشرق.
فكان من أثر التواصل الثقافي أن ازدهرت الحياة العلمية في الأندلس، فازداد النشاط العلمي بصورة سريعة ومتنامية.



1ـ الرحلات العلمية بين الأندلس والمشرق وأثرها في الازدهار العلمي في الأندلس

لقد بدأت الأندلس تتصل بالمشرق، وبدأت علوم وآداب المشرق تحمل إلى المغرب عن طريق من وفد من المشرق إلى الأندلس من العلماء والمفكرين، وعن طريق رحلات طلب العلم يقوم بِها عدد من أهالي الأندلس إلى مراكز الإشعاع العلمي في مصر والحجاز والشام والعراق. وتحفل كتب الطبقات والتراجم بأسماء العديد من علماء الأندلس الذين رحلوا إلى المشرق طلباً للعلم ورغبة في الاتصال بعلماء المشرق الإسلامي.
ارتحال الأندلسيين إلى المشرق
منذ أن دخل الإسلام إلى إسبانيا، واستقر الفاتحون بِها بدأ الاهتمام بترسيخ دعائم العقيدة الجديدة في نفوس أهل البلاد. وشعر الفاتحون بالحاجة الماسة إلى التعمق في قضايا التشريع الإسلامي وما يتعلق منها بمعاملة تلك الطوائف من أهل الذمة، صحيح أنّه كان مع الفاتحين بعض التابعين من الفقهاء، لكن هؤلاء كانوا من القلة بحيث أنّ طاقتهم ومجهودهم العلمي لن يشمل تلك المساحة الشاسعة المفتوحة، هذا بالإضافة إلى ما يتعلق بالدراسات اللغوية والنحوية وعلاقتها بالقرآن الكريم والسنّة الشريفة ورغبة الأندلسيين في تعميق معارفهم في علوم اللسان، وأخيراً طموح الأندلسيين للحاق بركب إخوان‍هم المشارقة الذين سبقوهم إلى طرق ميادين العلوم والمعارف المختلفة وإحراز مكانتهم الحضارية الراقية. ومن هنا بدأ التفكير في الاستعانة بالمشارقة، فرموا بأبصارهم نحو المشرق وشدّ كثير منهم رحاله إليه للقاء علمائه وفقهائه، ومن بينهم شيوخ وعلماء المدينة ممن جاوروا مصادر التشريع الإسلامي وأصوله الأولى، فأخذوا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعيهم الكرام.

وقد كانت بغداد آنذاك مركز الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامي بما اجتمع فيها من جهابذة العلم والمعرفة من كل علم، وكانت مجمعاً علمياً زاهراً بما اجتمع فيها من الأطباء والفلاسفة والأدباء على مختلف مشارب‍هم وأعراقهم كالعرب والفرس والهنود والسريان وغيرهم.
ولهذا حظيت بغداد باهتمام كبير من علماء الأندلس، فقد شهدت بغداد حركة نشطة في هذه العلوم فرحل إليها كثير من محدثي وفقهاء الأندلس، مع استمرار الصبغة العلمية والفلسفية غالبة على بغداد.

من الدوافع وراء بدايات رحلات الأندلسيين إلى المشرق:
1ـ الشوق والحنين إلى المشرق العربي مركز القبيلة العربية الأم وفيه تاريخها، وميل البيت الأموي في الأندلس إلى بعث ماضي البيت الأموي في دمشق، وسطوته السياسية وتاريخه الزاهر، وحضارته المجيدة التي أقامها وكانت بالأمس.
2ـ ولعل من الدوافع وراء رحلات الأندلسيين إلى المشرق للدراسة على علمائه ومدارسه. وتكاد تكون رحلات‍هم إلى المشرق منتظمة من أجل العلم والدراسة.
فكان إحساس الأندلس بتبعيتها للشرق واعتمادها عليه إحساساً مسلماً به ولا جدال فيه... وشمل هذا الإحساس الشعراء وفرض نفسه على إلهامهم.

فقد رحل بعض الأندلسيين إلى المشرق، وندبوا أنفسهم لتحصيل علم من علومه، والتبحّر فيه. منهم من تقصر رحلته، فيكتفي بالرحلة إلى المغرب، فإذا زاد شيئاً رحل إلى مصر، ومنهم من له جرأة ومقدرة على الرحلة الطويلة، فيرحل إلى المغرب، ومصر، والشام، والعراق وما إلى ذلك، وهؤلاء الرحّالون كانوا يتبحّرون في علوم مختلفة، فمنهم من يقصد في رحلته الفقه، والتفسير، والحديث، والقراءات، وهم العدد الكثير، ومنهم من رحل يطلب الأخلاق، وعلم السياسة، ومنهم من رحل للتبحّر في النحو والصرف، ومنهم من رحل للتصوف، ومنهم من رحل لطلب الفلسفة والعلوم الدخيلة.

وبعض هؤلاء الرحّالين استقرّ في البلد الذي رحل إليه، فقد أعجبه فلم يعد إلى بلاده، ولكن الأكثر عاد إلى بلاده بعلم أثرى ومعرفة أوسع. فأثمرت الرحلات العلمية للأندلسيين، وامتلأت الأندلس بآلاف الكتب والمصنفات في مختلف فروع العلم والمعرفة. ونشروا ما تعلموه على أيدي علماء المشرق. ووضعوا أيديهم في أيدي من رحل إليهم من المشرق، وكوّنوا مدرسة واسعة، حدودها حدود الأندلس، فأخذوا يدرِّسون، ويؤلِّفون، ويترجمون، وكانت هذه هي النواة الأولى التي أنتجت العلماء في الأندلس من كل صنف. وبِهذه الطريقة نقلت حضارة الشرق ومدنيته وعلومه وآدابه إلى الأندلس.

فكان الارتحال إلى المشرق ولقاء علمائه في مختلف وجوه العلم ينم عن الرغبة في تحقيق النضج العلمي، وترسيخ جذور الشخصية العلمية المتفوقة، وعلى العكس من ذلك كان اكتفاء العالم بلقاء علماء بلده والاقتصار عليهم دون الرحلة إلى غيرهم من كبار علماء ذلك العصر، فيه إشارة إلى ضيق الأفق العلمي وضعف التطلع والطموح إلى الأفضل والأحسن. حتى أنّ بعض العلماء كان يفخر بكثرة شيوخه وأساتذته. ولهذا يُعاب العالم الذي ليس له رحلة ويوصف بالانقباض عن أهل زمانه من العلماء وأهل المعرفة، وخصوصاً في العصور الأولى للحياة العلمية في الأندلس.

وبناء على هذا فقلما نرى عالماً من الأندلس لم يرتحل إلى المشرق ويأخذ من علمائه اللهم إلاّ عدداً قليلاً.
ويجد القارئ في نفح الطيب ثبتاً طويلاً بأسماء من رحلوا من الأندلس إلى الشرق للتزود بالعلم.
ومن أشهر العلماء الراحلين إلى المشرق:
1ـ فيما يتصل بعلوم الدين فقد رحل إلى المشرق العلامة الفقيه أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي (ت 474ه‍/1081م). دخل بغداد وأقام بِها ثلاث سنين فتلقى العلم عن فقهائها ومحدثيها كأبي الطيب الطبري، وأبي إسحاق الشِّيرازي والصَّيْمَري. وأقام بالموصل حيث لقي هناك أبا جعفر السِّمْناني وأخذ عنه علم الكلام، وما زال يأخذ عن العلماء والفقهاء، وقد مكث على هذا الحال ما يقارب ثلاثة عشر عاماً ثم عاد إلى وطنه، وقد تضلع من الحديث والفقه وعلم الكلام.

2ـ ومن الراحلين إلى المشرق من الأندلس الإمام القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله ابن العربي (468ـ543ه‍/1075ـ1148م)، فقيه حافظ عالم متفنن أصولي محدّث مشهور أديب رائق الشعر رئيس وقته. رحل إلى المشرق وكان آنذاك شاباً يافعاً سنّه نحو سبعة عشر عاماً، ورافقه في رحلته والده الذي حرص على أن ينال ابنه مزيداً من العلم والمعرفة بلقاء علماء مصر والشام والعراق، وقد اكتسب أبو بكر كثيراً من العلم في رحلته المذكورة، وعاد إلى الأندلس (سنة 493ه‍( بعد أن مهر في الفقه والحديث وعلوم القرآن. ولما عاد أبو بكر قصده العلماء وطلبة العلم، وأخذوا عنه كثيراً من علومه ومعارفه. درّس الفقه والأصول، وجلس للوعظ والتفسير. ومما يذكر عن رحلته العلمية وإقامته في المشرق أنّه كان يحفظ خلال إقامته في العراق في كل يوم سبع عشرة ورقة.

3ـ وفيما يتصل بعلوم اللغة والنحو، فقد ارتحل عبد الله بن حمود الزبيدي إلى المشرق. وكان عبد الله هذا قد صحب أبا علي القاليّ بالأندلس، وأخذ عنه، ثم رحل إلى المشرق، فصحب أبا سعيد السِّيرافي إلى أن مات، وصحب أبا علي الفارسي في مقامه وسفره إلى فارس وغيرها، وأخذ عنه وأكثر وبرع. ولم يرجع عبد الله بن حمّود إلى بلاده، وما زال بالعراق إلى أن مات بِها. وظل عبد الله يتلقى علومه في المشرق، ثم شدّ رحاله إلى وطنه الأندلس عن طريق البحر، ولم يبق بينه وبين الأندلس سوى يوم أو يومين غرقت المراكب وهلك من فيها، ومن بينهم عبد الله، وغرق معه كثير من كتبه التي جلبها إلى العراق.
ولما اتسع مجال النشاط العلمي في الأندلس، قصد الراغبون في دراسة الرياضيات والفلك والطب والكيمياء وغيرها إلى بغداد ودمشق وغيرها من مراكز الدراسات العلمية البحتة والتجريبية.
ومن ميدان العلوم البحتة رحل إلى المشرق العلامة الرياضي عمرو بن عبد الرحمن الكَرْماني القرطبي حيث قصد حران فدرس بِها الهندسة والطب، وجلب معه إلى الأندلس رسائل إخوان الصفا.
ويعتبر نقل الكرماني لرسائل إخوان الصفا إلى الأندلس خطوة عظيمة في دفع تيار الدراسات الفلسفية في الأندلس، وتوسيع دائرة البحث فيها.

ارتحال المشارقة إلى الأندلس
وجدير بالذكر أن نشير إلى أنّه إلى جانب ارتحال الأندلسيين إلى المشرق فقد شهدت الأندلس أيضاً موجة معاكسة من ارتحال المشارقة إلى الأندلس. فكان يُدعى قوم من المشرق إلى الأندلس فيملأوها أدباً ولغة. وقد عقد المقري فصلاً في كتابه نفح الطيب لمن دخل الأندلس من أهل المشرق.

قدم الأندلس عدد من العلماء، وكان هؤلاء العلماء يرمون من وراء ارتحالهم إلى الأندلس نيل ما يطمحون إليه من منازل رفيعة في بلاطات الملوك.

1ـ ويأتي في مقدمة هؤلاء العلامة الحافظ أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر التميمي (توفي سنة 471 ھ) سمع من علماء وفقهاء كثيرين من مختلف البلدان ثم رحل إلى الأندلس، وكتب بِها عن شيوخها، وكان يحدث عن مئات من أهل الحديث. وأثنى عليه المقري وقال فيه: (والذي أعتقده أنّه لم يدخل الأندلس من أهل المشرق أحفظ منه للحديث، وهو ثقة عدل ليس له مجازفة، والحق أبلج).

2ـ وفي هذا العصر دخل الأندلس العلامة ثابت بن محمد الجرجاني المغامر المشرقي نزل بالأندلس في سنة (406ه‍/ 1015م) وكان فيلسوفاً فلكياً، ماهراً في اللغة والأدب وحفظ الشعر الجاهلي والإسلامي. وقد أملى ثابت شرحاً لكتاب الجمل للزجاجي، كما شرح الحماسة لأبي تمام حبيب بن أوس الطائي.
ومن هنا يتبين قيامه بدور جيد في ازدهار الدراسات اللغوية والأدبية بما قدمه من شروح لغوية لكتابين هامين.

أثر الرحلات العلمية في ازدهار الحركة العلمية في الأندلس
كان هناك تيار علمي زاخر بين المشرق والأندلس، ويتمثل هذا في أفواج العلماء الذاهبة والآيبة بين القطرين، حتى شُبه نشاطهم ذلك بحركة سير النمل في الذهاب والإياب. ولذلك نجد في تراجم كثير من العلماء الرحْلة من هنا إلى هناك، وبالعكس. فكانت المملكة الإسلامية بالنسبة للعلماء والرحَّالين كرقعة شطرنج، يذهبون فيها ويجيئون.

فكانت البلاد الإسلامية وحدة ثقافية واحدة رغم التجزئة السياسية التي أصابتها وجعلت منها عدداً كبيراً من الدويلات الهزيلة المنقسمة، وكانت الأفكار والكتب والبضائع والأشخاص تنتقل بحرية تامة، والأغلب أنّ انتقال الكتب كان يتم من الشرق إلى الغرب أي إلى الأندلس حيث أن الشرق كان ـ في عصوره الأولى على الأقل ـ متقدماً على الأندلس في التأليف.

فلم تكن هناك حدود ولا سدود تفصل أرض المسلمين وإن تشعبت إلى ممالك متفرق بعضها عن بعض، بل كانت الرحلة دائمة والأسباب موصولة، فلم يكن الفكر في المشرق بمعزل عن نظيره في المغرب والأندلس، ومن ثم كان التفاعل قائماً والعطاء متصلاً.

اشتغل الأندلسيون بكتب المشارقة دراسة وشرحاً ومعارضة وردّاً واختصاراً، إلى جانب ما ألفوه في شتى العلوم من فقه ولغة ونحو ومعجمات وتاريخ وحديث وكتب في التراجم والدراسات الأدبية.

هذا ومن الحق أن نقول: إنه كان للتواصل الثقافي بين المشرق والأندلس أثر كبير في ازدهار الحركة العلمية وتنشيطها، فقد كان أولئك العلماء الراحلين إلى المشرق أو المشارقة الراحلون إلى الأندلس يحملون معهم كثيراً من العلوم والمعارف المختلفة إلى جانب أعداد كبيرة من المصنفات والتآليف في شتى فروع المعرفة، وكان لهذا اللون من النشاط العلمي ثمرتان مباركتان، هما ما يحمله العالم في صدره من علم ومعرفة، وما ينقله معه إلى الأندلس من كتب قيّمة. فأخذ الأندلسيون في تلقي تلك العلوم من أفواه العلماء ومن بطون الكتب الواردة عليهم فازداد النشاط العلمي بصورة سريعة ومتنامية.
ثم نشأت طائفة من أهل الأندلس نفسها تؤلف كما ألف أهل المشرق، يتقنون العلم، ويحملون عبء نشره، كابن عبد ربه المالقي (توفي سنة 328ه‍/940م) في «العقد الفريد»، فقد اختار زبدة أدب المشرقيين واعتمد على كتبهم وخصوصاً كتاب ابن قتيبة، المسمّى «عيون الأخبار» وبوّبه تبويباً أشبه بتبويبه، إلاّ أنّه سمّى كل باب بنوع من الأحجار الكريمة وجعله كالقلادة. وكان قصده منه أن ينقل إلى الأندلسيين أدب المشرقيين، و أراد تعريف الأندلسيين بعلوم المشارقة.

وقد احتل ابن عبد ربه مكانة مرموقة بين أعلام الأدب العربي عامة بسبب تصنيفه لهذا الكتاب الذي اتبع في وضعه منهاجاً معيناً رسمه في مقدمة الكتاب، هذا وبالرغم من ضخامة الموضوعات التي عرض لها في كتابه لم يبتعد عن الخطوط الرئيسية التي رسمها لنفسه. وقد امتاز هذا الكتاب عن كثير من الكتب القديمة بتبويبه وحسن ترتيبه واختياره.
فابن عبد ربه كأديب أندلسي كان يدرك بالرغم من إعجابه بالمشرق وثقافته أنّ الأندلسيين وهم في مطلع حيات‍هم الفكرية قادرون على أنّ يجاروا هذا الأدب العربي. ولقد أشار الكاتب الأندلسي إلى هذه الناحية في مقدمة الكتاب بقوله: «وحليت كل كتاب منها بشواهد من الشعر تجانس الأخبار في معانيها وتوافقه في مذاهبها وقرنت بِها غرائب من شعري ليعلم الناظر في كتابنا هذا أنّ لمغربنا على قاصيته، وبلدنا على انقطاعه حظاً من المنظوم والمنثور».
يبدو جلياً أنّ الكاتب الأندلسي كان يريد أن ينوه بأنّ للمغرب العربي بالرغم من انقطاعه وبعده عن مواطن الثقافة العربية في بغداد ودمشق له حظ من النتاج الفكري قد يجاري إلى حد ما الأدب العربي في مواطنه الأولى.

ونرى فيهم مثل ابن القوطية (توفي سنة 367ه‍/ 977م) ، وكنيته تدل على أنّه قوطيّ الأصل، وفي الحقيقة كانت جدته أميرة قوطية. وقد نبغ في اللغة حتى فاق كثيراً من المشرقيين، وألّف لنا كتاب «الأفعال» وغيره من الكتب التي تدل على علمه وفضله، وأمثاله كثيرون في كل فرع من فروع العلم.
وقد تألق بعض العلماء الأندلسيين وأبدعوا فصنفوا بأنفسهم مصنفات قيّمة ومنها عدد لا بأس به في نقد بعض الإنتاج العلمي للمشارقة، وهي ظاهرة تدل على نمو الشخصية العلمية الأندلسية وتحقيق ذات‍ها. فكانت هذه الرحلات منها وإليها لها منفعة، فمنفعتها أنّها نشرت العلم ما شاء أن ينتشر، وكوّنت علماء نابغين، ووسّعت الثقافة بين الشعب الأندلسي.
إنّ الرحلات العلمية لم تنقطع بين علماء المشرق وعلماء الأندلس، وإليها يعود الفضل في اتساع التبادل الفكري بين المشرق والأندلس، ذلك التبادل الذي جنت الحضارة الإسلامية في الأندلس ثماره على نطاق واسع.

فقد كان للرحلات العلمية بين المشرق والأندلس فضل عظيم على ازدهار النشاط العلمي في الأندلس في مختلف جوانبه، من نُهوض العلوم والآداب.

التميّز العلمي للأندلس
كان الأندلسيون قبل عصر الخلافة يحسون بنقص وبنوع من التخلف عن المشارقة. ولقد عبّر ابن بسام عما كان يعاني منه الأندلسيون من الناحية النفسية، ذلك الإحساس الذي يكاد يكون مركب نقص، عاناه الأندلسيون بسبب وضعهم من المشارقة، فالمشارقة أصحاب مهد الثقافة الإسلامية، وبلادهم منبع اللغة العربية، وأقاليمها مصدر الاتجاهات الأدبية، فكل شيء عقدي أو عقلي أو فني يظهر أولاً في المشرق، ويأخذ منه المشارقة ما يشاؤون، ثم يفد بعد ذلك على الأندلس، وذلك كان بسبب قرب المشارقة من المصدر وبعد الأندلسيين عن هذا المصدر. ولهذا كان الأندلسيون يحسون بنوع من التخلف عن المشارقة، ويحاولون دائماً أن يعوضوا ذلك بتأكيد تفوقهم برغم بعدهم، وسبقهم برغم غربتهم.

وفي عصر الخلافة بدأ الأندلسيون يتوجهون نحو الاعتماد على أنفسهم في بناء كيان‍هم العلمي، وبذلك أصبحوا في موقف العطاء والبذل العلمي، ولا يعني هذا أنّهم قطعوا علاقتهم بالمشرق بل ظلوا على اتصال به وبعلمائه ولكن في صورة أقل مما حدث قبل هذا العصر.

فقد نفذ الأندلسيون في عصر الخلافة من دائرة التقليد إلى محيط الإبداع العلمي مع بروز الشخصية العلمية في ميدان الفكر. إنّ ظاهرة اكتمال نمو الشخصية العلمية قد أطلّت برأسها في عصر الخلافة، فقد تحركت تيارات ثقافية منذ عهد الخلافة نحو منازع الاستقلالية.
فبعد أن قضت الأندلس ما يقارب ثلاثة قرون في الأخذ عن المشرق والاعتماد عليه نراها بعد هذه المدة قد أحست بالنضج الحضاري، ورأت أن تلتفت إلى نفسها بتعميق معالم شخصيتها العلمية وإبراز ذات‍ها بين بقية الأقطار الإسلامية. وبدأت الحركة العلمية الأندلسية تتخذ قالباً جديداً وشكلاً مغايراً لما سبق فضلاً عن سعيها إلى إثبات ذات‍ها، واستقلالها الشخصي عن المشرق.
وإننا نلاحظ خلال هذه الفترة كثرة الكتابات عن فضل علماء الأندلس ونفاسة إنتاجهم العلمي. فقد ألّف ابن حزم رسالة في فضل الأندلس، وهي ثبت تصنيفي أحصى فيها ثمار الفكر الأندلسي، إذ أتى فيها على ذكر المؤلفات الرئيسية التي ساهم فيها الأندلسيون حتى عصره، سواء في العلوم الدينية أو غيرها. فإنّ ما وصلنا من تآليفهم التي ذكرها في رسالته تؤكد حقيقة ما وصلت إليه الأوضاع العلمية والأدبية في الأندلس من رقي وازدهار وتألّق، كما تبعث على الطمأنينة بصدق كلام ابن حزم وأنّه لم يبالغ في امتداحه لمستوى الحياة العلمية في وطنه.
وختم رسالته بعقد مقارنة بين نوابغ العلماء الأندلسيين في حقول المعرفة المختلفة وبين أندادهم من المشارقة. وتعتبر هذه الرسالة من أعظم شواهد التفوق العلمي للأندلسيين منذ عصر الإمارة إلى عصر المؤلف نفسه. وهي بلا شك تعطينا دليلاً حاسماً على نضوج الشخصية العلمية للأندلسيين وتفوقهم.
ومن الكتابات التي ألّفت عن فضل علماء الأندلس ونفاسة إنتاجهم العلمي الحركة النقدية التي قام بِها ابن بسام في مؤلفه العظيم «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة». وقد ألّف ابن بسام كتابه المذكور في عصر المرابطين.

فكان هناك محاولات لتأصيل الوضع الفكري في الأندلس، والاستقلالية في الشخصية والحد من الانحراف في تبعية الأندلس للمشرق، فهي صحوة إلى التقدم الفكري. ولا يعني قولنا هذا أنّ الأندلس استقلّت استقلالاً تاماً عن المشرق واكتفت ببناء كيان‍ها الحضاري بالاعتماد فقط على أبنائها، بل ظل الاتصال العلمي بينها مستمراً، رغم أنّ تياره ضعف منذ عصر ملوك الطوائف، وهو أمر طبيعي.
فإننا نلمس في آثار علماء ذلك العصر مسحة من النبوغ والتفوق تؤكد النضج العلمي للأندلس واكتمال نمو الشخصية العلمية القادرة على إبراز ذاتِها في الميدان الفكري والمعترك العلمي. والمتتبع لتاريخ الفكر الأندلسي يلمس خلال هذا العصر وما تلاه من عصور ظاهرة هجرة العلماء الأندلسيين إلى المشرق، ليس لأخذ العلم بل لإعطائه وبذله.
فبعد أن استقلت الشخصية الأندلسية من القرن الخامس الهجري، الحادي عشر للميلاد عن الشخصية المشرقية، أصبحت المصدر الأول لتوجيه الفكر في العالم الغربي.
ولا شك بعد ذلك في أنّ الأندلس بلغت ما أرادته لنفسها من الازدهار والتفوق وبناء صرح متميّز له طابعه الخاص الذي يستمد معالمه وخطوطه من الروح الأندلسية الخاصة.

2ـ تجارة الكتب في الأندلس

إسهام العلماء الرحالة في تنشيط تجارة الكتب
ومن مظاهر التواصل العلمي والثقافي بين الأندلس والمشرق تجارة الكتب، والذي من أثرها توسّع الثقافة بين الشعب الأندلسي، وإليها يعود الفضل في اتساع التبادل الفكري بين المشرق والأندلس.
ولقد أسهم هؤلاء العلماء في تنشيط تجارة الكتب إذ أن البعض منهم تجار وقد لاحظوا إقبال كبير على تجارة الكتب وإنه تأتي منها أرباح مجزية فجلبوا معهم إلى بلاد الأندلس الكثير من مصنفات أهل المشـرق.

ومما هو جدير بالاهتمام تتبع رحلة أولئك العلماء الأندلسيين إلى المشرق، ودراسة ما عادوا به معهم من علم وكتب. وتتبع سلسلة الوافدين على الأندلس من المشرق وتحليل ما جاءوا به معهم من العلم والكتب.

عوامل ازدهار تجارة الكتب
لقد شهد المشرق الإسلامي خلال القرون الثالث والرابع والخامس للهجرة تطوراً وازدهاراً حضارياً وعلمياً كبيراً شمل العديد من المجالات الثقـافية والأدبية. وأزهرت حركة الترجمة عند العرب المسلمين بعد أن أسـس الخليفة العباسـي المأمون ( 198-218 ﻫ/ 813-833 م) بيت الحكمة. وأهتم الخلفاء العباسيون بترجمة المصنفات العلمية لمشـاهير العلماء اليونان من أمثال أبقراط وجالينوس وأفلاطون وأرسطوطاليس، وكانوا يبعثون العلماء إلى أوروبا لشراء الكتب وجلبها إلى بغداد الأمر الذي ساعد على نشر الثقافة والعلوم اليونانية بين المسلمين والحفاظ عليها كما ساعد كذلك على تنشيط حركة التبادل الثقافي بين أهل الأندلس وأهل المشرق الإسلامي .

ومن العوامل التي أدت إلى ازدهار تجارة الكتب ورواجها بين المشرق وبلاد الأندلس اهتمام الأمراء والخلفاء والميسورين من أهل الأندلس بإنشاء المكتبات العامة والخاصة في القصور والمنازل. وقيل أنّ مكتبة الخلفاء في إسبانيا بلغ ما فيها ستمائة ألف مجلد، وكان فهرسها أربعة وأربعين مجلداً..
ويعد الخليفة عبد الرحمن الناصر من أشهر الأمراء الأمويين الذين اهتموا بجمع الكتب وشغفوا بها وبعثوا إلى الأمصار في طلبها. وفي عصره قدم إلى الأندلس أبو علي القـالي في سنة 330 ﻫ/941م وجلب معه كتاب الأمالي. وفي عصره دخلت الكتب الطبية من المشرق، وجميع العلوم.
كما تشـير المصادر إلى اهتمام الخليفة الحكم المسـتنصر وعنايته بجمع الكتب وحبه للعلم والعـلماء. فقد وفق الحكم في جمع مكتبة غاية في الثراء.
كان الحكم يبعث في الكتب إلى الأقطار رجالاً من التجار إلى شتى الأقطار من بغداد والبصرة ومصر وغيرهم من ديار المشرق، ليبتاعوا له كل ما تصل أيديهم إليه من الكتب القديمة والحديثة في العلوم المختلفة. فكان الحكم حريصاً على تزويد مكتبته بمختلف المصنفات العلمية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وبِهذه الوسيلة أصبحت مكتبة الحكم شعلة نور يستضيء العالم بأنوارها.
ومن الأمراء الذين اهتموا بجمع الكتب في الأندلس وشـجعوا على جلبها من كل مكان المظفر أبو بكر محمد بن عبد الله بن مسلمة المعروف بابن الأفطس (توفي سنة 460ه‍/1068م) صاحب بَطَلْيوس. وينقل المقري عن ابن الأبار أن المـظفر كان محباً لأهل العلم، جماعة للكتب، ذا خزنة عظيمة.
أشهر الكتب المشرقية التي دخلت إلى الأندلس
من أشـهر المصنفات المشـرقية التي انتقلت إلى بلاد الأندلس «رسائل أخوان الصفا» على يد أبي الحكم الكرماني (458ه‍/1065م) من أهل قرطبة.
ويشـير ابن حيان ( توفي سنة 469 ﻫ /1076 م) إلى عدد من الكتب التي أدخلها بقي بن مخلد ( توفي سنة 276 ﻫ /899م) منها كتـاب «الفقه» للشافعي وكتاب «التـاريخ» لخليفة بن خياط، وكتـابه في «الطبقـات» وكتاب «سيرة عمر بن عبد العزيز» للدورقي. ويذكر ابن الفرضي أن وهب بن نافع ( توفي سنة 273 ﻫ /886 م) أول من أدخل كتب أبي عبيد إلى الأندلس ثم أدخلها الخشني بعده.
ومن نفائـس المصنفات الفقهية التي وصلت إلى الأندلس «موطَّا مالك»، وقيل إنّ أول من أدخله الأندلس زياد ابن عبد الرحمن اللخمي المعروف بشبطون (توفي سنة 199ه‍/ 804م)، وأدخل زياد موطأ مالك مكملاً متقناً فأخذه عنه يحيى بن يحيى الليثي (234ه‍/ 848م) الذي نشر المذهب.
وكان أبو علي القالي ممن حملوا إلى الأندلس تراثاً مذكوراً في الشعر والأدب. ومما حمله معه من المشرق دواوين امرئ القيس وزهير والنابغة والخنساء والأخطل وجرير والفرزدق وغيرهم. هذا بالإضافة إلى كتب الأخبار واللغة.
ولما عاد فرج بن سـلام من العراق جلب معه كتاب «البيان والتبين» وغيره من مؤلفات الجاحظ.
وأدخل قاسم بن ثابت العوفي السـرقسطي إلى الأندلـس كتاب «العين» للنحوي المشهور الخليل بن أحمد الفراهيدي.
واشتهر هشام بن عمر بن محمد بن أصبغ الأموي بجلب الكتب من المشرق. وقد جلب عند عودته من رحلته من المـشـرق كتباً كثيرة حِسـاناً.
ودخل في عصر ملوك الطوائف أحد العلماء التجار العراقيين الأندلس وبرفقته نسخة من كتاب «القانون» في الطب لابن سينا، وكان التاجر المذكور قد حرص على أن تكون هذه النسخة جميلة الخط، زاهية التجليد.
ولم تنقطع هجرة الكتب المشرقية في شتى العلوم. وهاجرت إلى الأندلس أيضاً كتب الفارابي وديوان المتنبي ومقامات الحريري ورسائل البديع والخوارزمي، وغيرهم.

أشهر الكتب الأندلسية التي دخلت إلى المشرق
أما فيما يتعلق بانتقال الكتب بواسطة التجار من الأندلس إلى المشرق فأنه يمكن القول بأن المصنفات العلمية لمشاهير علماء الأندلس من أمثال ابن عبد ربه صـاحب كتاب «العقد الفريد» وابن حزم صاحب كتاب «طوق الحمامة» والـشاعر محمد بن هانىء الأزدي صاحب القصائد الشعرية المشهورة والطبيب المشهور خلف بن عباس الزهرواي صاحب الموسوعة الطبية المشهورة «التصريف لمن عجز عن التأليف» كانت تصل إلى المشـرق ومعروفة ومتداولة بين أهل الأدب وطلاب العلم في العراق وفارس عمان . ومما يدل على ذلك ما أشار إليه ابن حيان حيث يروي عن طاهر بن عبد العزيز قال : «حملت مع نفسي جزءاً من مسند أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد إلى المشرق ، فأريته محمد بن إسماعيل الصائغ، فقال ما اغترف هذا إلا من بحر علم». ونخلص من كل هذا بالقول أن تجارة الكتب شكلت خلال هذه الفترة مادة أساسية في ميزان التبادل التجاري بين منطقة المشرق وبلاد الأندلس.
فقد رأينا كيف كان للتواصل الثقافي بين المشرق والأندلس أثر كبير في ازدهار الحركة العلمية وتنشيطها، وأنّ الرحلات العلمية أهم جسر للتواصل. وإنّ تجارة الكتب في الأندلس، هي أحد مظاهر التواصل، وإليها يعود الفضل في اتساع التبادل الفكري بين المشرق والأندلس. ومن أثر ذلك توسّع الثقافة بين الشعب الأندلسي، وانتشر العلم في الأندلس، وتألّق بعض العلماء الأندلسيين، وتصنيفهم مصنفات قيّمة.
فقد جنت الحضارة الأندلسية ثمار ذلك التواصل على نطاق واسع. انعكس هذا التواصل على النضج العلمي واكتمال نمو الشخصية العلمية للأندلس، وكوّن علماء نابغين.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه إنّه سميع مجيب.

المصادر والمراجع

أولاً: المصادر العربية
1ـ ابن الأبَّار، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القُضاعي (658ه‍/ 1260م): الحلّة السيراء 2ج‍، حققه د.حسين مؤنس، الطبعة الأولى، مصر: القاهرة ، الشركة العربية للطباعة والنشر، 1963.
2ـ ابن أبي أصيبعة، موفق الدين أبو العباس أحمد بن القاسم (ت 668ه‍/ 1270م): عيون الأنباء في طبقات الأطباء، شرح وتحقيق د. نزار رضا، لبنان: بيروت، منشورات دار مكتبة الحياة، 1965.
3ـ ابن بشكوال، أبو القاسم خلف بن عبد الملك (ت 578ه‍/ 1183م): الصلة في تاريخ علماء الأندلس، قدّم له وضبطه وشرحه د. صلاح الدين الهوّاري، الطبعة الأولى صيدا ـ بيروت، المكتبة العصرية، 1423ه‍/ 2003م.
4ـ صاعد الطليطلي، القاضي أبي قاسم ابن أحمد، (ت 462ه‍‍/1070م): طبقات الأمم، مصر: القاهرة، مطبعة السعادة.
5ـ الضَّبي، أحمد بن يحيى (ت 599ه‍/ 1203م): بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس، تحقيق د. روحيّة عبد الرحمن السويفي، الطبعة الأولى، لبنان: بيروت، دار الكتب العلمية، 1417ه‍/ 1997م.
6ـ القِفطي، جمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف (ت 646ه‍/ 1248م): إنباه الرُّواة على أنباه النّحاة 3ج‍، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، مطبعة دار الكتب المصرية، (1369ه‍/ 1950م).
7ـ المَرَّاكُشي، عبد الواحد (ت 647ه‍/ 1250م): المعجب في تلخيص أخبار المغرب، تحقيق محمد سعيد العريان، القاهرة، مطابع شركة الإعلانات الشرقية، (1383ه‍ ـ 1963م).
8ـ المقري، أحمد بن محمد التلمساني (ت 1041ه‍/ 1631م): نفح الطيب من غصن الأندلس الرّطيب 8ج‍، حققه د.إحسان عباس، بيروت، دار صادر، 1388ه‍/ 1968.
9ـ ياقوت الحموي، الإمام شهاب الدين أبي عبد الله (ت 626ه‍/1229م): معجم البلدان 5ج، تحقيق فريدة عبد العزيز الجندي، لبنان: بيروت، دار الكتب العلمية، (1413ه‍/ 1992م).

ثانياً: المراجع العربيّة والمعرّبة
10ـ د. إحسان عباس، تاريخ الأدب الأندلسي عصر الطوائف والمرابطين، الطبعة السادسة، لبنان: بيروت، دار الثقافة، 1981.
11ـ أحمد أمين: ظهر الإسلام 4ج‍، الطبعة الخامسة، لبنان: بيروت، دار الكتاب العربي، (1388ه‍/ 1969م).
12ـ د. خليل إبراهيم السامرائي، د. عبد الواحد ذنّون طه، د. ناطق صالح مطلوب: تاريخ العرب وحضارت‍هم في الأندلس، الطبعة الأولى، لبنان: بيروت، دار الكتاب الجديد، 2000م.
13ـ زكريا هاشم: فضل الحضارة الإسلامية والعربية على العالم، مصر: القاهرة، دار نَهضة مصر للنشر، 1970م.
14ـ د. سعد عبد الله البشري: الحياة العلمية في عصر الخلافة في الأندلس، المملكة العربية السعودية، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي، 1417ه‍/ 1997م.
15ـ د. سعد عبد الله البشري: الحياة العلمية في عصر ملوك الطوائف في الأندلس، الرياض، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، 1993م.
16ـ د. شوقي ضيف: المدارس النحوية، القاهرة، دار المعارف، 1968م.

17ـ صلاح الدين خودابخش: حضارة الإسلام، ترجمة وتعليق د. علي حسني الخربوطلي، لبنان: بيروت، دار الثقافة، 1971.
18ـ د. عبد الرحمن علي الحجي: التاريخ الأندلسي من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة، دمشق، الطبعة الخامسة، دار القلم، 1418ه‍/ 1997م.
19ـ د. عبد الله أنيس الطباع: القطوف اليانعة من ثمار جنّة الأندلس الإسلامي الدّانية، الطبعة الأولى، لبنان: بيروت، دار ابن زيدون، 1406ه‍/ 1986م.
20ـ علي أدهم: عبد الرحمن الناصر، مصر: القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب،
1972.
21ـ علي محمد راضي، الأندلس والناصر، مصر: القاهرة، دار الكتاب العربي، د.ت.

22ـ عمر رضا كحالة: التاريخ والجغرافية في العصور الإسلامية، سوريا: دمشق، المطبعة التعاونية، (1392ه‍/ 1972م).
23ـ د. لطفي عبد البديع، الإسلام في إسبانيا، الطبعة الأولى، مصر: القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1958م.
24ـ د. محمد إبراهيم الفَيّومي: تاريخ الفلسفة الإسلامية في المغرب والأندلس،
الطبعة الأولى، لبنان: بيروت، دار الجيل، 1417ه‍/ 1997م.
25ـ د. مصطفى الشكعة، مناهج التأليف عند العلماء العرب، بيروت، دار العلم للملايين، 1973

د. سعد عبد الله البشري: الحياة العلمية في عصر ملوك الطوائف في الأندلس، ص 166.

د. سعد عبد الله البشري: الحياة العلمية في عصر ملوك الطوائف في الأندلس، ص 168.

د. محمد إبراهيم الفيّومي: تاريخ الفلسفة الإسلامية في المغرب والأندلس، ص 100-102- 104.

أحمد أمين: ظهر الإسلام، ج 3، ص 25-26.

د. سعد عبد الله البشري: الحياة العلمية في عصر ملوك الطوائف في الأندلس، ص 111ـ أحمد أمين: ظهر الإسلام، ج 3، ص 26.

المقري: نفح الطيب، ج2، ص 71-72.

المقري: نفح الطيب، ج2، ص 25-30ـ الضبي: بغية الملتمس، ص 80-84 ـ ابن بشكوال: الصلة، ص 459-460.

القِفطي: إنباه الرُّواة على أنباه النّحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، مطبعة دار الكتب المصرية، (1369ه‍/ 1950م)، ج2، ص118- 119.

حرّان الكبرى وحرّان الصغرى: قريتان بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج 2، ص 271-272-273.

ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء في طبقات الأطباء، ص 484-485.

المقري: نفح الطيب، ج3، ص5.

المقري: نفح الطيب، ج3، ص 63-64.

د. سعد عبد الله البشري: الحياة العلمية في عصر ملوك الطوائف في الأندلس، ص 178ـ
د. سعد عبد الله البشري: الحياة العلمية في عصر الخلافة في الأندلس، ص 91.

د. مصطفى الشكعة: مناهج التأليف عند العلماء العرب، ص 611-612.

د. إحسان عباس: تاريخ الأدب الأندلسي عصر الطوائف والمرابطين، ص59.
د. سعد عبد الله البشري: الحياة العلمية في عصر ملوك الطوائف في الأندلس، ص 111-112-178.

أحمد أمين: ظهر الإسلام، ج 3، ص 23.

د. عبد الله أنيس الطباع: القطوف اليانعة من ثمار جنّة الأندلس الإسلامي الدّانية، ص 133.

عمر رضا كحالة: التاريخ والجغرافية في العصور الإسلامية، ص 49- 50.

د. عبد الله أنيس الطباع: القطوف اليانعة من ثمار جنّة الأندلس الإسلامي الدّانية، ص 133.

د. عبد الله أنيس الطباع: القطوف اليانعة من ثمار جنّة الأندلس الإسلامي الدّانية، ص 133.

أحمد أمين: ظهر الإسلام، ج 3، ص 24.

د. محمد إبراهيم الفيّومي: تاريخ الفلسفة الإسلامية في المغرب والأندلس، ص 113.

د. سعد عبد الله البشري: الحياة العلمية في عصر الخلافة في الأندلس، ص 97.

د. سعد عبد الله البشري: الحياة العلمية في عصر ملوك الطوائف في الأندلس، ص 181 ـ
د. محمد إبراهيم الفيّومي: تاريخ الفلسفة الإسلامية في المغرب والأندلس، ص 114.

سعد بن عبد الله البشري: الحياة العلمية في عصر الخلافة في الأندلس، ص 107-108.

د. عبد الرحمن علي الحجي: التاريخ الأندلسي، ص 317ـ زكريا هاشم: فضل الحضارة الإسلامية والعربية على العالم، ص 272ـ صلاح الدين خودابخش: حضارة الإسلام، ص 149.

د. محمد إبراهيم الفَيّومي: تاريخ الفلسفة الإسلامية في المغرب والأندلس، ص 127ـ
علي محمد راضي: الأندلس والناصر، ص 67.

ابن الأبار: الحلة السيراء، ج1، ص 202ـ صاعد الطليطلي: طبقات الأمم، ص 102ـ المقري: نفح الطيب، ج1، ص 385-386.

المراكشي: المعجب في تلخيص أخبار المغرب، ص 128.

ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء في طبقات الأطباء، ص 484-485.

د. لطفي عبد البديع: الإسلام في إسبانيا، ص 40.

د. شوقي ضيف: المدارس النحوية، القاهرة، دار المعارف، 1968م، ص 290 ـ
د. خليل إبراهيم السامرائي، وآخرون: تاريخ العرب وحضارت‍هم في الأندلس، ص 328ـ
د. لطفي عبد البديع: الإسلام في إسبانيا، ص73- 75ـ علي أدهم: عبد الرحمن الناصر، ص 175.

ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء في طبقات الأطباء، ص 517.

د. إحسان عباس: تاريخ الأدب الأندلسي عصر الطوائف والمرابطين، ص58.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التواصل الثقافي بين الأندلس والمشرق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحياة العلمية في عصر ملوك الطوائف في الأندلس فهرس الكتاب
» الحياة العلمية في عصر ملوك الطوائف في الأندلس . مكتبة الأدب الأندلسي. المكتبة الأدبية العالمية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ملتقى سوف :: خيمة الجزئرية :: منتدى الحياة اليومية-
انتقل الى: